إفريقي مشاغب أرقص الكالتشيو على أنغامه
إفريقي مشاغب أرقص الكالتشيو على أنغامه
يصول
ويجول في الوسط ويسجل بإبداع أهدافا أقل ما يقال عنها أنها خيالية، لم يكن
أحد من المتتبعين يظن أن اللاعب القادم من بورسموث الإنجليزي سيصبح أحد
أمراء مملكة الروسونيري لمالكها سيلفيو برلسكوني وكل ذلك بفضل رغبته وطموحه
الكبيرين من أجل كتابة تاريخه ومسيرته الكروية بأحرف من ذهب، ليكون بذلك
خير خلف لخير سلف في منصب مر عليه عمالقة كبار، إنه كيفن برانس بواتنغ
النجم الغاني لنادي ميلان الذي يصنع الحدث منذ انتقاله إلى إيطاليا. وبات
مثيرا أكثر للجدل بعد أن أعلن اعتزاله اللعب دوليا مع المنتخب الغاني.
==================
ذاع صيته في سن العشرين مع هيرتا برلين
في ألمانيا كانت البداية وفي توتنهام كاد يأفل نجمه كانت
بداية كيفن برانس بواتنغ مع عالم المستديرة من ألمانيا وبالضبط مع نادي
العاصمة هيرتا برلين الذي تكون اللاعب في مختلف أصنافه الدنيا إلى أن وصل
إلى سن العشرين، وخلال مسيرته مع النادي الألماني ذاع صيت بواتنغ إلى درجة
أن العديد من المناجرة ومكتشفي المواهب اهتموا به آنذاك من أجل تحويله
لكبرى الأندية الأوروبية، بما أن الفتى الغاني أعطى صورة نجم واعد ولاعب
كبير في المستقبل القريب بفضل طريقة لعبه المميزة، والتي تختلف كثيرا عن
باقي اللاعبين بما أنه يجمع بين الفنيات والقوة البدنية الكبيرة بالإضافة
إلى قدرته على اللعب في مناصب مختلفة من وسط الميدان سواء على الصعيد
الدفاعي أو الهجومي، ولعب بواتنغ مع نادي العاصمة الألمانية ضمن فئة
الأكابر منذ أن كان عمره 18 سنة موسمين سجل حضوره في 49 مقابلة مع تسجيله
لأربعة أهداف.
أب غاني وأم ألمانية وعاش في ضواحي برلين المظلمةولد
برانس في العاصمة الألمانية برلين يوم 06 مارس 1987 من أب غاني وأم
ألمانية، أحد أعمامه كان دوليا في منتخب غانا سابقا، وعلى عكس أخيه جيروم
الذي تكون في بايرن ميونخ، فإن كيفن عاش في الجانب المظلم من برلين
والمعروف بالفقر الشديد لمعظم سكانه، حيث تكوّن في هيرتا وهو الفريق الذي
يمثل تلك المنطقة والذي يسمى بـ ''الغيتو'' هي كلمة أصلها إيطالي تعني
المكان الذي يعيش فيه شتات المجتمع وكذلك اليهود المفصولين عن بقية الناس،
حيث سبق لبرانس أن أكد أنه يسمي نفسه ''الغيتو كيد'' أي فتى الغيتو.
توتنهام لم يطل الانتظار وخطفه بقيمة مالية كبيرةوكما
كان متوقعا فإن كيفن برانس بواتنغ لم يطل البقاء مع هيرتا برلين بعدما
قدمه من صور جميلة جعلت الجميع يسعى للتعاقد معه، حيث أن نادي توتنهام
الإنجليزي لم يطل الانتظار كثيرا من أجل التعاقد معه، وكان السباق لخطفه من
الفريق الذي تكون فيه وتعلم فيه أبجديات المستديرة، وصنعت صفقة بواتنغ مع
توتنهام آنذاك زوبعة إعلامية كبيرة بما أن النادي الإنجليزي اشترى عقده
نهائيا في صيف 2007 بـ 4.5 مليون أورو كاملة، على أمل أن يكون مستقبل
الفريق ومحركه في خط وسط الميدان، وهي القيمة التي اعتبرها الكثيرون كبيرة
بالنسبة للاعب شاب.
خيب ظن الجميع والصفقة كانت فاشلة وفي
الوقت الذي كان يظن فيه مسؤولو توتنهام هوتسبر أنهم تمكنوا من خطف موهبة
نادرة في خط الوسط، فإن برانس بواتنغ خيب الآمال تماما وظهر تقريبا في جل
المقابلات التي لعبها مع الفريق اللندني بوجه شاحب جدا لم يؤهله ليكون
أساسيا، حيث أن اللاعب الغاني لم يسجل حضوره في موسمه الأول سوى 13 مرة مع
عدم تمكنه من تسجيل أي هدف، ليأتي موسمه الثاني كارثيا بأتم معنى الكلمة
بما أنه خلال الستة أشهر الأولى مع توتنهام في موسم 2008/2009 والأخيرة له
مع الفريق لم يلعب سوى مقابلة رسمية واحدة، ليكون بذلك صفقة فاشلة على طول
الخط، ويعود سبب هذا الفشل الذريع إلى أن برانس لم يتمكن أبدا من التأقلم
مع أجواء العاصمة اللندنية خاصة في ظل صغر سنه آنذاك.
العودة من جديد إلى ألمانيا من بوابة دورتموندوأمام
الفشل الكبير الذي عرفه مشوار كيفن برانس بواتنغ مع توتنهام هوتسبير والذي
دفع النادي اللندني إلى التخلص منه في الميركاتو الشتوي لموسم 2008/2009،
غادر اللاعب الغاني لندن ليعود من جديد إلى بلده الثاني ألمانيا واللعب في
البوندسليغا لكن هذه المرة من بوابة بوروسيا دورتموند الألماني، الذي فكر
مدربه آنذاك في إعادة بعث مشوار اللاعب الذي كان يصنع الحدث مع هيرتا
برلين، لكن بواتنغ فشل مرة أخرى وأدى موسما كارثيا مع الفريق الأصفر، بما
أن عداد مشاركاته توقف عند حاجز العشرة من دون أن يتمكن من تسجيل أي هدف،
ليدخل اللاعب حينها في فترة فراغ رهيبة جعلته يحن إلى الأيام التي كان يصول
ويجول فيها مع نادي العاصمة الألمانية.
بورسموث ينقذه ويستقدمه إلى جانب يبدةوكما
يقال فإن دوام الحال من المحال فمشوار بواتنغ الذي كاد يضيع بعد تجربتيه
الفاشلتين على طول الخط مع كل من توتنهام هوتسبر الإنجليزي وبوروسيا
دورتموند الألماني بُعث من جديد، بعد أن تعاقد نادي الجنوب الإنجليزي
بورسموث معه واستقدمه في وسط الميدان إلى جانب الجزائري حسان يبدة ليلتحقا
في نفس الموسم، وهو النادي الذي كان قد تعاقد موسما واحدا قبل ذلك مع نذير
بلحاج، وعلى عكس تجربة توتنهام فإن بواتنغ وجد معالمه هذه المرة واستطاع
فرض نفسه في وسط الميدان مؤديا بذلك موسما رائعا، بما أنه سجل حضوره في
المقابلات الرسمية للفريق في 22 مناسبة كما عاد مجددا لملاقاة الشباك بما
أنه تمكن من هزها في موسم 2009/2010 ثلاث مرات.
حرم بالاك من لعب المونديال وأحدث بلبلة كبيرةأحدث
برانس بواتنغ لما كان يحمل ألوان بورسموث الإنجليزي بلبلة كبيرة يوم تدخله
العنيف على مايكل بالاك في كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم 24 يوما قبل
كأس العالم، وهو ما جعل الدولي الألماني يضيع مونديال جنوب إفريقيا بعد
تعرضه لتمزق على مستوى الكاحل جعله يغيب ثمانية أسابيع، واتهم كيفن وقتها
بتعمد إصابة بالاك حتى لا يلعب أمام منتخبه غانا الذي كان يتواجد في نفس
مجموعة الألمان، ولكنه أكد آنذاك أنه لم يقصد أي شيء من وراء تدخله وأنه
اعتذر من بلاك ثلاث مرات كاملة.
==================
خطفه رفقة جنوه وحقق صفقة العمر
ميلان محطة النجاح الباهر لبواينغوإذا
كان المرور الأول لـ بواتنغ في البريمر ليغ جعله يخرج من هناك في صمت
كبير، فإن مردوده الكبير والمذهل مع بورسموث هذه المرة لم يمر مرور الكرام
على أكبر الأندية الأوروبية، التي عادت لتتصارع عليه من جديد بعدما فعلت
ذلك لما كان في صفوف هيرتا برلين، حيث أن النضج الذي أظهره اللاعب الغاني
مع نادي الجنوب الإنجليزي جعل الفريقان الإيطاليان ميلان وجنوه يخطفانه على
شكل شراكة بينهما، حيث دفع جنوه ما يقارب 6.5 مليون أورو فيما اكتفى ميلان
بدفع 1.5 مليون أورو في البداية، قبل أن يقرر الروسونيري أخذ اللاعب
نهائيا وتعويض المبلغ المتبقي للروسوبلو لتكون بذلك أحد أهم الصفقات التي
قام بها ميلان صيف 2010.
استخلص الدروس وتحرر نهائيا بعد بداية صعبةويبدو
أن كيفن برانس بواتنغ قد استخلص الدروس من تجاربه السابقة عند انضمامه
لميلان في صيف 2010، فرغم بدايته الصعبة نوعا ما إلا أنه لم يكن بحاجة لوقت
طويل من أجل التأقلم رفقة الروسونيري، ودخل مباشرة في أجواء المجموعة التي
كانت ولا زالت تتضمن لاعبين كبارا خاصة في منصبه بوجود أسماء مثل سيدورف،
أكويلاني أو فان بوميل وأمبروزيني حيث أن الفتى الغاني تمكن من كسب مكانة
أساسية ضمن تشكيلة المدرب ماسيمليانو أليغري، واستطاع لعب 27 مقابلة كاملة
الموسم الماضي مسجلا 3 أهداف، لتكون بذلك الانطلاقة الحقيقية لبرانس الذي
خطف الأضواء في الوقت الذي ظن الجميع أنه سيسخن مقاعد البدلاء أكثر من شيء
آخر.
أعطى الحيوية والانتعاش لوسط ميدان الروسونيريوالملاحظ
منذ قدوم برانس بواتنغ إلى صفوف الروسونيري أنه أضفى الكثير من الأشياء
الإيجابية على مستوى ديناميكية الفريق في وسط الميدان، خاصة أن هذا الأخير
تلقى الكثير من الانتقادات في المواسم الماضية بسبب ارتفاع معدل سن
اللاعبين الذين يكونونه والذين فاق جلهم الثلاثين سنة، لكن بواتنغ جاء
بحيوية الشباب واستطاع إعطاء وجه آخر لخط وسط الفريق الذي أصبح يلعب بأكثر
سرعة بقيادته، خاصة أنه يحمل مواصفات لاعب وسط حقيقي نظرا لما يمتلكه من
سرعة، قوة بدنية وفنيات كبيرة لا نراها سوى نادرا في لاعب كرة قدم، كما أن
العديد من المحللين أكدوا أن مردود بواتنغ هو أحد العوامل الأساسية التي
ساهمت في فوز ميلان بالبطولة الإيطالية الموسم الماضي.
سجل أسرع هاتريك في تاريخ كرة القدم أمام ليتشيويبقى
أبرز ما فعله بواتنغ مع ميلان هذا الموسم هي الثلاثية التاريخية التي
سجلها في مرمى ليتشي لحساب الجولة الثامنة من البطولة الإيطالية شهر أكتوبر
الماضي على أرضية ميدان فيا دل ماري، ففي الوقت الذي كان ميلان متأخرا
بثلاثة أهداف كاملة في الشوط الأول دخل بواتنغ مكان اللاعب أكويلاني ما بين
الشوطين ليقلب الموازين رأسا على عقب ويسجل أسرع هاتريك في تاريخ كرة
القدم في وقت قياسي قدر بـ 14 دقيقة، وهو ما لا يفعله سوى اللاعبون الكبار
كما أن الطريقة التي سجل بها بواتنغ أهدافه الثلاثة ستبقى في الأذهان، خاصة
أنها جاءت عن طريق تسديدات قوية لم تترك أي حظ لحارس ليتشي قبل أن يأتي
المدافع يبيس ويضف هدف ميلان الرابع.
هدفه أمام برشلونة يؤكد ثقته وشخصيته القويةالأكيد
أن ثلاثية بواتنغ أمام ليتشي هذا الموسم ستبقى في ذاكرة كل من شاهدها وفي
ذاكرة اللاعب شخصيا، إلا أن هذا الأخير سجل هدفا أروع لا يقل أهمية أبدا عن
ثلاثية فيا دل ماري ويتعلق الأمر بذلك الذي وقعه في شباك برشلونة في
مقابلة رابطة الأبطال التي جمعت الفريقين في دور المجموعات هذا الموسم على
أرضية ميدان سان سيرو بمدينة ميلانو، فالكيفية التي استقبل بها الكرة والتي
راوغ بها مدافع برشلونة قبل أن يضع الكرة في مرمى فالديس بتسديدة لا تصد
ولا ترد تبين أن برانس من طينة الكبار ويملك شخصية كبيرة، خاصة أن ما قام
به جاء أمام أقوى فريق في العالم حاليا، وقليلون هم اللاعبون الذي يأخذون
المبادرة ويفعلون ما فعله اللاعب الغاني.
الإصابات شبحه الأسود وحرمته من موسم استثنائيوإذا
كان بواتنغ يتمتع بإمكانيات فنية وبدنية كبيرة جدا، فإنه في المقابل يملك
جسما هشا وحساسا جدا بما أنه كثير الإصابات وهو ما منعه من تأدية موسم
استثنائي هذا العام، ففي الوقت الذي اكتسب ثقة أليغري، الإدارة والأنصار
وحجزه لمكانة أساسية ضمن الفريق جاءت الإصابات لتعرقل مسيرته وتجعله خارج
الميادين لفترات متقاطعة، ليلتحق باللاعب باتو الذي يملك مشكلة عضلات هو
الآخر، إلا أن العزيمة القوية التي تحلى بها كيفن جعلته يتحدى المتاعب
ويحقق عودة قياسية، بما أنه أصبح تحت تصرف المدرب أليغري منذ مقابلة بارما
السابقة لحساب الجولة 28 من البطولة الإيطالية.
==================
اتخذ إحدى أغرب القرارات في تاريخ كرة القدم
بواتنغ يعتزل دوليا وهو في 24 من عمرهإذا
كانت مسيرة كيفن برانس بواتنغ مع الأندية التي لعب لها لم تشهد أشياء
استثنائية فإن مسيرته مع المنتخب الغاني عرفت اتخاذه قرارا غير عادي على
الإطلاق لم يفهمه الجميع سواء من أبناء جلدته أو من طرف متتبعي كرة القدم
بصفة عامة، فـ بواتنغ فضل الاعتزال دوليا وهو في ريعان شبابه بعدما قرر
الموسم الماضي وضع حد لمسيرته مع غانا، وإذا كان البعض قد لامه على ذلك
كثيرا فإن البعض الآخر تفهم موقفه واعتبره رجوليا لأنه اعترف أمام الجميع
بعدم قدرته على إعطاء كل شيء لمنتخب بلاده، ولم يرد أن يكون منافقا عل عكس
الكثير من اللاعبين الأفارقة الذين يستغلون منتخباتهم من أجل أشياء هامشية.
''جسدي لا يطيق الضغط وفضلت عدم خداع الغانيين''وعن
السبب الرئيسي الذي وقف وراء اتخاذه قرار الاعتزال الدولي جد المبكر كشف
كيفن برانس بواتنغ حسب بيان نشرته الاتحادية الغانية لكرة القدم آنذاك على
موقعها الرسمي، أنه لا يملك الإمكانيات اللازمة من أجل تقسيم مجهوداته بين
التزامات ناديه والتزاماته مع المنتخب الغاني وأن جسده لا يطيق ضغط
المقابلات الكثيرة، مشيرا في نفس الوقت أنه لم يكن بمقدوره خداع الشعب
الغاني وعدم إعطاء كل ما يملكه حين يمثل ألوان بلاده، حيث نقلت الاتحادية
الغانية تصريحا يقول فيه: ''لقد اتخذت قراري هذا بعد اقتناعي بعدم مقدرتي
على الالتزام بما ينتظرني مع المنتخب الغاني، لأنه لا يمكن بأي حال من
الأحوال خداع الشعب الغاني واللعب دون أن أعطي كل ما عندي، أنا جد متأسف
لأن جسدي لا يطيق ضغط المقابلات، والاعتزال أراه القرار الصائب المتخذ من
طرفي''.
انضم إلى آمال المنتخب الألماني ولعب كأس العالم مع غاناعكس
مسيرته الحالية مع ميلان فإن مسيرة كيفن برانس بواتنغ على الصعيد الدولي
لم تكن بالحافلة، فبغض النظر عن اعتزاله اللعب دوليا في سن الـ 24 فإن
برانس سبق له تمثيل منتخب ألمانيا آمال ستة مرات بما أنه يحمل الجنسية
الألمانية، حيث ولد في ألمانيا الغربية سنة 1987 ولم يسجل أي هدف من خلال
مشاركاته الستة، فيما ظهر مع المنتخب الغاني أكابر في سنة 2010 في تسع مرات
فقط سجل من خلالها هدفا وحيدا أمام الولايات المتحد الأمريكية برسم الدور
ثمن النهائي من نهائيات كأس العالم التي أقيمت في جنوب إفريقيا، والتي أظهر
فيها بواتنغ إمكانيات جد معتبرة سهلت مهمته كثيرا في انتقاله للعملاق
اللومباردي ميلان.
لعب إلى جانب شقيقه وواجها شقيقا آخرالمتتبع
لمسيرة اللاعب كيفن برانس بواتنغ يتأكد فعلا أنها لا تخلُ إطلاقا من
الغرابة والتناقض وأمورا خارجة عن نطاق المعهود، فمن تمثيله لمنتخبين وحمله
لجنسيتين مرورا بثلاثيته التاريخية، فإن برانس لعب إلى جانب أخيه داراك
بواتنغ في المنتخب الغاني وواجها جيروم بواتنغ شقيقهما الآخر من والدهما
الذي مثل ألوان المنتخب الألماني في كأس العالم 2010، في مقابلة تاريخية
للأشقاء الثلاثة لكن الغلبة كانت لجيروم الذي تمكن من التأهل رفقة
المانشافت آنذاك إلى الدور ربع النهائي.
ضياعه من المنتخب الألماني أسال الكثير من الحبرونظرا
لما وصل إليه بواتنغ حاليا من مستوى كبير جعله أحد نجوم ميلان والكالتشيو
ومن بين أحسن اللاعبين في منصبه في العالم، فإن ضياعه من المنتخب الألماني
في 2010 بطريقة ساذجة أسال الكثير من الحبر من طرف الصحافة الألمانية، التي
انتقدت المسؤولين على الاتحادية كثيرا بما أنهم ضيعوا موهبة كروية من
إنتاج ألمانيا طالما أنه مولود هناك بالإضافة إلى تكونه في هيرتا برلين،
ورغم أن بواتنغ كان له خيار الفصل في مصيره إلا أنه اختار تمثيل ألوان بلده
الأصلي رغم أن المسيرة لم تدم طويلا فيما بعد.
==================
شعاره في الحياة أضحك اليوم وأبكي غدا
بواتنغ عاشق للملاهي ويسير على طريقة أدريانو ورونالدينووإذا
كان معروف أن اللاعبين البرازيليين هم الأكثر ولوجا لعالم الملاهي الليلية
أو أكثرهم إن صح التعبير، فإن كيفن برانس بواتنغ خرج عن القاعدة بما أنه
من بين أبرز الوجوه الرياضية دخولا للملاهي الليلية، التي يعتبرها المتنفس
الوحيد له والذي يجعله ينسى كرة القدم قبل العودة إليها من أجل الإبداع
فيها، ويبقى التخوف سائدا أن يسلك اللاعب الغاني مسلك كل من رونالدينيو
وأدريانو اللذان تسبب إدمانهما على الملاهي في القضاء على مسيرتهما الكروية
مبكرا، حيث أن ميلان لا يريد خسارة لاعب من حجمه في أوج العطاء.
ويسير
بواتينغ في حياته بعقلية الثأر دائما وذلك بسبب طفولته الصعبة حيث سبق وأن
أكد في وقت من الأوقات أن شعاره ''أضحك اليوم وأبكي غدا''، لأن الحياة
صعبة حسبه وعلى المرء أن يعيش الحاضر ويستغله أحسن استغلال في الأشياء
الجميلة قبل أن يأتي المستقبل المجهول، ويملك برانس 13 وشما في جسمه أهمها
الذي يضعه على ذراعه أين رسم غانا بلد والده وجوكر يبكي والآخر يضحك مجسدا
شعاره على شكل رسومات.
طلق زوجته بسبب ميليسا يعيش
كيفن برانس بواتنغ حياة شخصية يميزها الكثير من الضوضاء والكلام خاصة أنه
من صنف اللاعبين المشاغبين والذين يتركون أثارهم أينما ذهبوا، كما أن
انضمامه إلى ميلان جعل الأضواء تسلط عليه كثيرا وأصبحت الكثير من أموره
الشخصية معروفة لدى الجميع من متتبعيه، خاصة أن الصحافة الإيطالية لا تضيع
مثل هذه الفرص من أجل نشر أي كبيرة وصغيرة عن حياة اللاعبين خارج الميادين،
ورغم صغر سنه فإن برانس متزوج سابقا بما أنه طلق زوجته جينيفر والتي عاشت
معه جزء صغيرا من حياته، قبل أن تظهر في طريقه المشاغبة ميليسا ساتا
الصديقة المعروفة السابقة لكريستيان فييري نجم الكرة الإيطالية، حيث يعرف
عن هذه الفتاة إطاحتها بنجوم كرة القدم الإيطالية في مصيدتها.
يؤكد أنه ولد مشاغب وخريج الشوارعويبدو
أن كيفن برانس بواتنغ إنسان صريح إلى أبعد الحدود فبعد اعترافه بعدم قدرته
على إعطاء كل شيء لمنتخب غانا، فإن لاعب الروسونيري اعترف أيضا بأنه ولد
سيء ومشاغب من الدرجة الأولى بسبب طفولته الصعبة، حيث أنه عاش فقيرا ولاقى
صعوبات جمة في ريعان شبابه، ففي حديثه لإحدى المجلات ذات يوم قال: ''مررت
بطفولة جد صعبة وعشت في الشوارع كباقي أولاد الفقراء وهو ما أعتبره حاليا
سر نجاحي في حياتي المهنية، لأنني أتأقلم مع جميع الوضعيات التي ألاقيها في
حياتي اليومية، ووصولي اليوم لناد كبير كـ ميلان لم يأت من فراغ بل بسبب
تضحيات كبيرة وأتمنى التوفيق لكل من يعيش طفولة صعبة مثلما عشت أنا''.
إبراهيموفيتش وكاسانو مقربيه ويتمنى تيفيز معهويعتبر
كيفن برانس كل من إبراهيموفيتش وكاسانو مهاجما فريق ميلان الأقرب إليه من
بين جميع أصدقائه، حيث أنه دائما ما يتقاسم معهما غرف الفنادق ويجالسهما في
رحلات الفريق المختلفة، كما أنه يلتقي بهما عدة مرات خارج الميادين، ويعود
سبب تفضيل برانس مرافقة هذا الثنائي إلى طريقة تفكيرهما والعقلية المشتركة
بينهم، والتي قال أنه يملك نفسها هو الآخر بما أنهما عاشا طفولة صعبة مثله
تماما، كما يتمنى بواتنغ أن يرى كارلوس تيفيز إلى جانبه يوما ما في ميلان،
معتبرا أن نجاحه مع الروسونيري مؤكد لوجود لاعبين من أمثاله وأمثال
إبراهيموفيتش وكاسانو، حيث سبق لـ برانس وأن صرح في هذا الشأن قائلا:
''أدعو تيفيز للالتحاق بنا ونجاحه مؤكد لأن ميلان ينجح فيه أولاد سيؤون
مثلي أنا ومثل إبرا وكاسانو لأننا عشنا نفس الطفولة وعانينا كثيرا، ولميلان
بيئة مناسبة للاعبين من أمثالنا''.
==================
أصبح ''شوشو'' أنصار ميلان في وقت قياسي
الرقص هوايته المفضلة ويبدع في ''الموون والكر''يخطئ
من يظن أن كيفن برانس يتألق في مجال كرة القدم بل إن الفتى الغاني مبدع
أيضا في مجال الرقص الذي يعتبر هوايته المفضلة بما أنه يقضي أوقات فراغه في
بعض الأحيان في تعلم آخر تقنيات الرقص، كما أنه معروف عليه أداؤه الرائع
لرقصة ''الموون والكر'' التي اشتهر بها مايكل جاكسون مغني ''البوب''
العالمي، وسبق لـ كيفن برانس وأن كشف عن قدراته في هذا المجال في العديد من
المرات عن طريق تعبيره لفرحته بعد تسجيله للأهداف، لكن أبرزها تلك التي
كانت الموسم الماضي عقب تتويج الروسونيري ببطولة إيطاليا أين وقف الجميع
على إبداعه في أداء هذه الرقصة على طريقة مايكل جاكسون بملعب سان سيرو.
وإذا
كان أغلبية أنصار ميلان ومتتبعي الكرة بصفة عامة لم يتوقعوا أن يصبح برانس
يوم مجيئه إلى الفريق أحد أعمدة الفريق بعد جولات قليلة، فإنه لا أحد فكر
حتى في أنه سيصبح مدللا جديدا لأنصار الروسونيري، حيث أصبح اللاعب ''شوشو''
حقيقي لدى الجماهير والإدارة بما أنه خطف الأضواء من عدة نجوم في النادي
اللومباردي على غرار باتو، وأصبح رفقة إبراهيموفيتش الثنائي الأقرب لقلوب
الميلانيين الذين يتمنون أن يبتعد شبح الإصابات عن ولدهم السيئ وأن يواصل
تألقه وتفجيره لإمكاناته الكبيرة مع فريقهم.
ألماني الجنسية، إفريقي العقلية ويعشق ميلانوومثلما
وجد برانس راحته في ميلان كنادي فإنه جد مرتاح وسعيد في مدينة ميلانو التي
يعشقها كثيرا نظرا لطبيعة الناس فيها والتي تختلف كثيرا عن عقلية الألمان
والإنجليز الذي يفرطون كثيرا في الصرامة حتى في أتفه الأشياء، ورغم أن كيفن
يحمل الجنسية الألمانية إلا أنه ورث عقلية الأفارقة أكثر من أي شيء آخر،
وهو ما جعله يؤكد أن مدينة ميلانو على وجه الخصوص وإيطاليا عامة تناسبانه
كثيرا وتجعلانه أكثر إبداعا في الملاعب عما كان عليه في إنجلترا وألمانيا،
وهو ما يعني أن برانس ألماني الجنسية لكن إفريقي العقلية.
==================
قالوا عنه:
غالياني: ''سيبقى أحد أحسن الصفقات التي ظفرت بها في مسيرتي''أكد
أدريانو غالياني الرجل الثاني في نادي ميلان بعد سيلفيو برلسكوني أنه جد
سعيد بالأداء الخارق الذي قدمه برانس مع ميلان إلى حد الآن، رغم الإصابة
التي تلقاها مؤخرا والتي عرقلة مسيرته بعض الشيء هذا الموسم، حيث سبق
لغالياني وأن تحدث بخصوص برانس قائلا: ''سيبقى واحد من بين أهم الصفقات
التي حققتها طيلة مسيرتي مع ميلان، أداؤه الكبير مع ميلان أدهش الجميع
وجعلنا نتأكد أننا لم نخطئ أبدا في التعاقد معه في الموسم الماضي، الآن
وبعد أن تأقلم معنا ما عليه سوى العمل أكثر من أجل تحقيق المزيد من
النجاحات''.
باولو مالديني: ''ميلان بحاجة إلى لاعبين من نوعية بواتينغ''من
جهته باولو مالديني أسطورة نادي ميلان أشار إلى أن الروسونيري بحاجة إلى
لاعب من نوعية كيفن برانس بواتنغ، الذي قال أنه أعطى حيوية كبيرة وحسّن
كثيرا من طريقة لعب النادي في وسط الميدان بفضل سرعة أدائه وقوته البدنية،
حيث صرح بخصوصه قائلا: ''إنه شاب طموح وشجاع جدا لأنه في وقت قصير استطاع
فرض نفسه في فريق صعب كميلان ونجح أين فشل الكثيرون، ميلان بحاجة إلى هذا
النوع من اللاعبين خاصة أنه جلب معه الإضافة على مستوى وسط ميدان الفريق،
وأضاف الكثير من النقاط الإيجابية بفضل سرعته وقوته البدنية''.
إبراهيموفيتش: ''وجود برانس في المجموعة يضفي أجواء خاصة''من
جهته زلاتان إبراهيموفيتش أحد المقربين للاعب بواتنغ لم يتحدث كثيرا بخصوص
الجانب الفني لزميله واكتفى بمدحه من جوانب أخرى، بتأكيده أن اللاعب
الغاني يضفي أجواء مرحة داخل المجموعة وغيابه دائما ما يشعر به الجميع،
وقال إبراهيموفيتش عن برانس: ''عندما يغيب بواتنغ فإننا نحس بذلك لأنه مرح
جدا ويضفي أجواء رائعة داخل المجموعة وخاصة في التدريبات، أتمنى أن يتعافى
بشكل جيد هذه المرة حتى يمنحنا الإضافة في وسط الميدان''.
كاسانو: ''بواتنغ صاحب شخصية عظيمة وهي سبب نجاحه''اللاعب
الثاني الذي يعتبر من بين الأصدقاء المقربين للدولي الغاني السابق هو
أنطونيو كاسانو، الذي سبق وأن أكد أن أحد أسباب نجاح برانس في ميلان هو
شخصيته التي وصفها بالعظيمة، كما أثنى مهاجم ميلان كثيرا على زميله من
الناحية الفنية معترفا بأنه قدم أشياء كثيرة للفريق منذ قدومه، وأن ميلان
محظوظ جدا بالحصول على لاعب بمواصفاته، حيث قال كاسانو بخصوص زميله: ''من
يعرف بواتنغ عن قرب فإنه يتأكد جيدا بأن شخصيته القوية هي من كانت وراء
نجاحه معنا وأنا سعيد جدا بعد تمكن ميلان من اقتناص لاعب بمواصفاته، حيث
أنه يقدم مقابلات استثنائية وأحييه كثيرا على ما مشواره الطيب مع الفريق''.
أليغري: ''عليه مواصلة العمل والابتعاد عن الغرور''وعكس
الآخرين الذين مدحوا اللاعب الغاني كثيرا فإن ماسيمليانو أليغري وفي حديثه
إحدى المرات بخصوص لاعبه ظهر أكثر صرامة ولم يرد تضخيم ما قام به برانس مع
الفريق إلى حد الآن، معتبرا السبيل الوحيد للنجاح هو العمل فقط بالنسبة
لجميع لاعبيه، وأن بواتنغ مثله مثل البقية مطالب بالعمل بجهد وعدم الحديث
كثيرا عما يحققه حاليا، حيث قال عنه: ''بالنسبة لي فالعمل هو الوسيلة
الوحيدة من أجل الذهاب بعيدا وبواتنغ كغيره مع اللاعبين مطالب بالعمل معي
لأنه يلزمه الكثير من أجل الوصول إلى مستواه الحقيقي، فأنا متأكد من أنه
يستطيع التطور أكثر فأكثر مع مرور الوقت''.
==================
البطاقة الفنية:
الاسم الكامل: كيفن برانس بواتنغ سينان
مكان الولادة: برلين (ألمانيا)
العمر 25 سنة منذ 06 مارس الماضي
الجنسية: مزدوجة (غانية ـ ألمانية)
الطول: 1.84 م
الوزن: 79 كغ
المنصب: وسط ميدان متعدد المناصب
الرجل المستعملة: اليمنى
مسيرته مع الأندية:
فريق هيرتا برلين للشباب (1994 ـ 2005)
هيرتا برلين أكابر (2005 ـ 2007) ، 71 مشاركة و9 أهداف
توتنهام (2007 – ديسمبر 2008)، 24 مشاركة بدون أهداف
بوروسيا دورتموند (ديسمبر 2008 ـ 2009)، 11 مشاركة بدون أهداف
بورتسموث (2009 ـ 2010)، 27 مشاركة و5 أهداف
ميلان (منذ جوان 2010)، 52 مشاركة و11 هدفا
مسيرته الدولية:
آمال المنتخب الألماني (2006 ـ 2007)، 6 مشاركات بدون أهداف
منتخب غانا (2010 ـ 2011)، 9 مشاركات وهدف وحيد.