نجم باليرمو وزعيم باريس يتجه للعالمية
خافيير باستوريالنحيف الذي زاحم قوة الطليان ويسعى لكتابة تاريخ جديد لـ البياسجييجمع
الملاحظون في كرة القدم العالمية أن النجم الأرجنتيني الصاعد خافيير
باستوري يعتبر من أحسن ما أنجبت الكرة الأرجنتينية عبر العصور، حيث يميزه
عن باقي نجوم بلاد "التانغو"، أسلوب لعبه الجديد الذي يمتاز بالدقة وسرعة
البديهة وهناك من ذهب إلى أبعد من ذلك حين أكدوا أن إمكانيات باستوري
تتبلور في خصائص عدة نجوم عالميين، فطريقة الركض تكاد تكون واحدة مع
البرازيلي ريكاردو كاكا ناهيك عن الأسلوب في المراوغة وطريقة التفكير
بالإضافة للبنية الجسدية الواحدة، كما لا يخلو أسلوبه في اللعب من بعض
خصائص النجم الفرنسي زين الدين زيدان من حيث تمريراته البينية المفاجئة
والسريعة وطريقته في حماية الكرة، كلها عوامل جعلت المراهنة عليه كبيرة في
رؤيته نجما صاعدا يلوح في أفق الكرة العالمية، ومن خلال فقرة مسيرة نجم
سنستعرض بداياته، مشواره الكروي وحياته الشخصية.
مدينة قرطبة تعلن ميلاد الولد الشقي ولد
خافيير باستوري في 20 جوان 1989 بمدينة قرطبة الأرجنتينية والتي سميت نسبة
للمدينة الأندلسية في إسبانيا، حيث يبلغ سكانها مليون ونصف مليون نسمة،
وقد خرج الولد الشقي للنور كما يحلو للأسطورة دييغو مارادونا تسميته، في
أيام عرفت أزمة سياسية في البلد والتي بموجبها تم تعيين كارلوس منعم رئيسا
جديدا للبلاد لتعلن الأرجنتين عن بداية عهد جديد وتعلن عائلة باستوري عن
ميلاد صبيها الذي سيشغل العالم بمداعبتة الكرة.
أمه كانت السند الأول له رغم إعاقتهاوكانت
بدايات "إل فالكو" مع الكرة كغيره من أقرانه، حيث بدأت ملامح بزوغ فجر نجم
تلوح في الأفق في سن مبكرة حيث لا يكاد يفارق الكرة، ووجد خافيير كل الدعم
من والدته باتريسيا التي كانت له السند القوي لإيمانها بإمكانية أن يصبح
إبنها لاعبا كبيرا في المستقبل، حيث وفرت له كل الظروف التي من شأنها أن
تحقق لها أمنية رؤية ولدها في أكبر ملاعب العالم، فبالرغم من إعاقتها تابعت
فلذة كبدها عبر كرسيها المتحرك، ويأتي هذا الاهتمام أيضا بالنظر لشغف
الأرجنتينيات بالكرة كما هو الحال مع الرجال.
ولعه بكرة السلة لم يمنعه من ترك كرة القدم
التحاق
خافيير بالمدرسة لم يمنعه من ممارسة الأنشطة الرياضية، وبالنظر للقامة
التي يتمتع بها فقد اختار كرة السلة التي أصبح من المولعين بها فيما بعد
ومتابعته للدوري الأمريكي (nba) حاليا أكبر دليل على ذلك، لكن ميوله نحو
كرة القدم لم يدعه يترك اللعبة التي أصبح نجمها بامتياز لاحقا، حيث كان
النحيف لا يضيع المباريات التي تقام بالمدرسة وهو ما جعل الكثير من
المدرسين يتنبؤون له بمستقبل كبير.
دخوله عالم الكرة كان مع نادي تياريس في
عام 1999 كانت أول تجربة للنجم الصاعد مع ناشئي نادي تياريس الذي يعد أكبر
فريق في مدينة قرطبة ويلعب في بطولة الدرجة الثانية الأرجنتينية، فكان
الفضل في ذلك لمدرسه في التربية البدنية الذي اقتنع منذ الوهلة الأولى بأن
صاحب التسع سنوات يمكن أن تصقل موهبته عبر بوابة أحد الأندية المتخصصة، وهو
ما حدث فيما بعد أين أبان باستوري عن أسلوب لعب جديد جعل ريكاردو غارسيا
مدربه آنذاك يتنبأ له بمستقبل واعد.
سانت ايتيان وفياريال لم يقتنعا به أفلس
نادي تياريس في عام 2004 وهو ما جعل النادي الفرنسي سانت ايتيان يشتري 51%
من أسهمه، بالنظر لكونه مدرسة حقيقية من جهة ويعتبر استثمارا حقيقيا من
جهة ثانية، نتاج المواهب التي تقصده، اقترحه أوزوالدو يازا مستشار النادي
الفرنسي على إدارة النادي الفرنسي سنة 2006 رفقة أربعة من زملائه، وبعد 15
يوما من التجارب رفضوا كلهم ومن بينهم باستوري، ليلتحق فيما بعد بتجارب مع
نادي فياريال الإسباني أين كان لهم نفس رؤية الفرنسيين ولم يكتب لـ باستوري
اللعب مبكرا لناد أوروبي.
هوراكان بوابته للنجومية رغم الإصابةبعد
التألق اللافت للفتى الأرجنتيني مع ناديه تياريس تمكن نادي هوراكان
الأرجنتيني من خطف اللاعب في صيف 2007، أين أمضى أول عقد احترافي له مع
الفريق في بطولة الدرجة الأولى، لكن لعنة الإصابة التي تعرض لها على مستوى
الكاحل لم تشفع له للمواصلة، واستمر الحال لغاية ماي 2008 أين شارك النحيف
بديلا في مباراة فريقه أمام العملاق ريفر بلايت والتي خسرها ناديه بهدف
دون رد، حيث منح على إثرها فريقه اللقب لصالح الريفر، ليلتقي الفريقان
مجددا في دورة اللقب وشارك باستوري أساسيا وتمكن من افتتاح النتيجة بتسديدة
صاروخية على بعد 25 مترا، ولم يتوقف عند هذا الحد حيث أضاف هدفا ثانيا
بطريقة جميلة مكنت فريقه من الفوز في الأخير أمام أحد عمالقة الكرة
الأرجنتينية برباعية كاملة.
==========================
كبرى أندية أوروبا تهافتت على التعاقد معهالفنان شغل الأرجنتينيين عقب تألقه أمام "الريفر" ولم
يمر تألق خافيير مع ناديه هوراكان في مباراته أمام ريفر بلايت مرور
الكرام، حيث انبهر متتبعو المستديرة في البلد آنذاك بالإمكانيات التي
يملكها الاكتشاف الجديد الذي كان مجهولا بالنسبة لهم، خاصة أن تألقه كان
على حساب العملاق "الريفر" الذي لم يخسر أمام هوراكان منذ 60 سنة من ذلك
التاريخ، وهو ما جعل الصحافة الأرجنتينية في ذلك الوقت تؤكد على قيمة
باستوري الذي استطاع أن يفك شفرة العقدة التي لازمت فريقه منذ أمد بعيد
ومنذ تلك المباراة أصبح اللاعب محط أنظار كل الأرجنتينيين.
قيمته المالية ترتفع في سوق الانتقالاتلم
يكن الأرجنتينيون وحدهم من يتابعون باهتمام النسق التصاعدي لنجمهم القادم،
حيث كانت الفرق الأوروبية من جهتها مهتمة جدا به، ودخلت أندية مانشستر
يونايتد الإنجليزي وآف سي بورتو السباق لضم صاحب الـ 19 عشرة سنة آنذاك،
بيد أن المطلب المالي لإدارة ناديه كان معتمدا على بعد النظر، لإدراك
القائمين على النادي أن هذا اللاعب سيكون له شأن كبير في المستقبل من أجل
الاستفادة من صفقته التي يجب أن تكون على غرار كل اللاعبين الكبار الذين
غادروا البطولة الأرجنتينية.
باليرمو الإيطالي ينجح في خطفهوأمام
الشد والجذب الذي عرفته العروض التي تلقتها إدارة نادي هوراكان تمكن في
الأخير نادي باليرمو الإيطالي من الاستفادة من خدماته بقيمة 8 ملايين أورو،
يوم 11 جويلية 2009، وقد لعب مناجير باستوري دورا حاسما في انتقال وكيله
للنادي الإيطالي بحكم العلاقة الجيدة التي تربطه مع والتر زاباتيني رئيس
فريق باليرمو، وعن انضمامه يقول باستوري: "كنت أتواجد بمكتب مارسيلو حتى دق
الباب فجأة، إنه زاباتيني الذي تفاجأ هو الآخر لوجودي بمكتب موكلي"، واتفق
الطرفان على إمضاء عقد يمتد لخمس سنوات ومن هنا بدأت قصة "لؤلؤة التانغو"
مع نادي باليرمو.
بدأ كـ "جوكير" وقدوم روسي جعله ينفجرلم
تكن بداية خافيير باستوري مع النادي الإيطالي كما أرادها، حيث كان يقحمه
المدرب زينغا كـ "جوكير" وأمام النتائج السلبية التي كان يحققها الفريق قام
زاباتيني بتغيير على رأس العارضة الفنية للفريق، حين أتى بالمدرب ديلو
روسي الذي خلف زينغا، وكان لقدوم المدرب الجديد البداية الفعلية للولد
الشقي الذي أصبح يشرك أساسيا وتمكن من تسجيل أول أهدافه في "الكالتشيو"
أمام نادي باري في 30 جانفي 2010 ليعلن باستوري عن عهد جديد مع أحد أقوى
البطولات الأوروبية.
ساهم في الحصول على مرتبة مؤهلة لرابطة الأبطالوفي
ظل المستوى الكبير الذي قدمه الفتى الواعد تمكن رفقة زملائه من احتلال
المرتبة الرابعة في الكالتشيو الإيطالي والتي كفلت له المشاركة في منافسة
رابطة الأبطال الأوروبية، وكان دور باستوري فعالا في التأهل لهذه المنافسة
خاصة مع منصبه الجديد، حيث اعتمد روسي عليه في اللعب وراء المهاجمين
واستطاع أن يقدم دعما منقطع النظير لمهاجمي الفريق ميكولي وكافاني من خلال
تمريراته الحاسمة، بالإضافة للأهداف التي سجلها (6 أهداف) وهو ما جعل
الفريق يزاحم أكبر أندية الكالتشيو محققا المفاجأة بتأهله للمنافسة
الأوروبية والتي تعتبر أحسن سيناريو يبدأ به باستوري مشواره في أوروبا.
حصل على لقب أفضل لاعب شاب في إيطالياولم
يمر تألقه مع نادي باليرمو مرور الكرام دون أن يحصل على لقب شخصي، حيث
اختير كأحسن لاعب واعد بالبطولة الإيطالية سنة 2010 بالنظر إلى المستويات
التي قدمها مع ناديه، ويأتي اعتراف "الطليان" بنجمهم الصاعد كوسام شرف
يتمناه أي لاعب في سنه، وقد تلقى وقتها كل أنواع الإشادة من نجوم الكالتشيو
الذين اتفقوا على أن الكرة العالمية ستكون على موعد مع أسطورة جديدة في
كرة القدم بالنظر للأسلوب الذي يميز باستوري عن باقي اللاعبين.
مارادونا فتح له أبواب المنتخب بعد
التألق اللافت لـ باستوري في سماء الكالتشيو تمكن من تحقيق حلمه بتقمص
ألوان منتخب بلده، حيث تلقى باستوري أول استدعاء من طرف مدرب الأرجنتين
آنذاك دييغو مارادونا عبر الهاتف، وشارك أول مرة مع منتخب "التانغو" في
مباراة ودية أمام منتخب كتالونيا في ملعب "كامب نيو" والتي شارك فيها كبديل
في الدقائق الأخيرة معلنا عن تقمصه الألوان الوطنية رسميا، وهو حلم أي
لاعب خاصة أن الأمر يتعلق بمنتخب "التانغو" الذي يلعب له نجوم العالم.
زامباريني يطلب 60 مليون أورو نظير خدماتهولم
يكن لهذا التألق سوى نتيجة واحدة وهي عودة أكبر الأندية الأوروبية للسباق
نحو ضمه، حيث أبدت أندية ميلان، مانشستر، تشيلزي وريال مدريد رغبة جامحة في
التعاقد مع النحيف الذي سلب العقول بطريقة لعبه الفريدة من نوعها، ما جعل
رئيس نادي باليرمو يرد على الأندية بالقول: "أظن أن 40 مليون أورو لن تكفي
حتى لشراء الحذاء الأيمن لباستوري"، وهي الرسالة التي يريد رئيس "نسور
صقلية" توجيهها للمهتمين باللاعب على أن سعره أكبر من هذا الرقم، مشيرا في
نفس الوقت إلى أن المفاوضات مع أي ناد تبدأ بقيمة 50 مليون أورو كحد أدنى،
وعن هذا المبلغ الخيالي للاعب شاب قال زامباريني: "أعتقد أن مفاوضاتنا لبيع
باستوري لأي فريق ستبدأ بـ 50 مليون أورو، لا أعتقد أن مبلغا أقل من هذا
سيغرينا، باستوري من المواهب القليلة الموجودة في إيطاليا ويجب علينا أن
نستغل الاهتمام الكبير به وإلا سنوصف بالإدارة الفاشلة".
====================================
أصبح أغلى لاعب في تاريخ البطولة الفرنسية أثرياء قطر يخطفونه من باليرمو لـ "البياسجي" بعد
صراع الأندية الأوروبية الكبيرة على الظفر بصفقة النحيف تمكن نادي باريس
سان جرمان في الأخير من خطف باستوري بمبلغ 43 مليون أورو، متفوقا على نادي
تشيلزي الإنجليزي ليغلق القطريون ملاك "البياسجي" ملف الدولي الأرجنتيني
بصفقة تعتبر جديدة على البطولة الفرنسية في إطار سياستهم الجديدة بعد شراء
أسهم النادي والمتمثلة أساسا في الاستثمار على أعلى مستوى، ويعد تعاقد
باستوري أول لبنات هذا الهدف.
وبعد نجاح أثرياء قطر في خطف النجم
الواعد من أندية كبيرة على غرار تشيلزي الإنجليزي ونادي ميلان الإيطالي
كثر الحديث في فرنسا عن الوافد الجديد، حيث أخذت قيمته المالية الحيز
الأكبر من حديث الفرنسيين باعتباره أغلى لاعب مر على تاريخ الكرة الفرنسية
لحد الآن، ما جعل الأضواء تسلط عليه بشكل رهيب، حيث أجزم الكثيرون أن قيمة
تحويل باستوري كانت أكبر من الحديث عن أكبر ساسة فرنسا بل أكثر من زين
الدين زيدان الذي جلب كأس العالم لبلاد فولتير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشواره الدولي مارادونا أول من منحه شرف حمل قميص التانغوبدأ
خافيير باستوري رحلته مع المنتخب الأرجنتيني أمام منتخب كتالونيا بـ
"الكامب نو"، ورغم أن هذه المباراة لا تعترف بها "الفيفا" إلا أنها أظهرت
نية دييغو مارادونا آنذاك بأن باستوري لاعب دولي، وهو ما حصل بعدها حين
استدعاه مرة ثانية في المباراة الودية أمام ألمانيا والتي كانت أول مباراة
دولية للاعب رغم عدم إقحامه خلالها.
مباراة كندا أول ظهور له مع المنتخبكان
أول ظهور لباستوري مع منتخب بلاده في 25 ماي 2010 أمام المنتخب الكندي،
حيث أشركه مارادونا في هذه المباراة في إطار تحضير الفريق لمونديال جنوب
إفريقيا 2010، وهو ما لا يدع مجالا للشك على أن الأسطورة الأرجنتينية يضع
ثقته كاملة في الولد الشقي، وهي الفرصة التي لم يفوتها باستوري حيث أبلى
البلاء الحسن في تلك المباراة خاصة أن المناصب كانت غالية أياما قليلة قبل
العرس العالمي.
استدعي لمونديال جنوب إفريقيا مبعدا زانيتي وكامبياسوأدرج
الفتى الأرجنتيني في قائمة المنتخب المعنية بكأس العالم 2010 بجنوب
إفريقيا، وهو ما يعتبر اعترافا ضمنيا بإمكاناته، في ظل حرمان لاعبين كبار
من التواجد في القائمة على غرار كامبياسو وزانيتي لاعبا الإنتير الإيطالي،
وكانت أول بصمات اللاعب في المونديال أمام اليونان يوم 22 جوان 2010 أين
أقحمه مارادونا في الدقيقة 77، والتي فاز بها المنتخب الأرجنتيني (2-0)،
وفي 27 جوان شارك أيضا كبديل في مباراة الأرجنتين أمام المكسيك والتي فاز
بها زملاء باستوري (3-1)، ومن هنا أطلق عليه مارادونا كنية "الولد الشقي"
بالنظر لطريقة لعبه التي لا تعرف التوقف.
باتيستا سار على خطى مارادونا واستدعاه لـ "كوبا أميركا" بعد
إقصاء منتخب الأرجنتين في كأس العالم تمت إقالة دييغو مارادونا وتعويضه
بالمدرب سيرجيو باتيستا، هذا الأخير كان له نفس الرأي مع سابقه حيث استدعى
باستوري مجددا لتشكيلة "التانغو" في منافسة "كوبا أميركا 2011"، وبهذا
يتأكد أن اللاعب يتم تحضيره للسنوات المقبلة كأحد الركائز التي سيعتمد
عليها المنتخب الأرجنتيني مستقبلا، وعن هذه الثقة أكد باستوري أن طريقة عمل
مدربه الجديد في المنتخب تختلف كليا عن طريقة مارادونا وهو مستعد للتعامل
مع كل الوضعيات لأن هدفه الأسمى يبقى اللعب أساسيا مع منتخب بلاده.
إجماع على أحقيته في اللعب أساسيا وفي
نفس السياق احتدم الصراع وقتها في الأرجنتين حول أحقية باستوري في التواجد
بالتشكيلة الأساسية مع منتخب بلاده في تلك البطولة، حيث يجمع الأرجنتينيون
أن مكانة النحيف كأساسي لا غبار عليها، ويذهب الكثير منهم إلى أن إقصاء
المنتخب في الدور ربع النهائي أمام الأوروغواي في "كوبا أمريكا" كان بسبب
خيارات باتيستا والتي يأتي على رأسها عدم إقحام باستوري منذ الدقيقة
الأولى، حيث برز باستوري حينها بشكل لافت في الدقائق التي لعبها، من جهته
يبقى اللاعب في الوقت الراهن محافظا على ثقته من هذه الناحية إذ كثيرا ما
تكلم عن عامل الوقت الذي يكفل له اللعب أساسيا رفقة ميسي وزملائه الآخرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوجه الآخر للنجم الأرجنتينيخجول، منضبط، متواضع ومستواه يتأثر بالحالة الصحية لوالدتهيجمع
الكثير ممن عاشروا خافيير باستوري أن الانضباط كان أحد أسباب نجاحه ولعل
ما يفسر هذا الأمر تعامله باحترافية مع كل العروض الذي وصلته منذ أن كان
لاعبا في نادي هوراكان الأرجنتيني، فالمعروف أن لكل لاعب الحق في إبداء
رأيه حول مستقبله إلا أن باستوري كان يخضع لوكيل أعماله ورؤساء الفرق التي
لعب لها، وشهادة زامباريني رئيس نادي باليرمو وحدها تكفي حينما أثنى على
النحيف ووصفه بالمثال للاعب المحترف، بينما يرى البعض الآخر إلى أن عدم
التحاق باستوري بالأندية الكبيرة في أوروبا مرده الخجل الكبير الذي يميزه
ما جعله يترك مستقبله بين أيدي رؤساء الأندية التي لعب لها.
متعلق كثيرا بوالدته ومستواه مرهون بصحتهاعاش
خافيير باستوري طفولته بالقرب من والدته باتريسيا حيث لا يكاد يفارقها رغم
إعاقتها ومع ذلك كانت له المرشدة الأولى من كرسيها المتحرك، حيث لعبت دوار
كبيرا في وصول إبنها للنجومية، وهو الأمر الذي جعل وجودها إلى جانبه أينما
ارتحل أمر مهم في حياته، ويرجع الكثير من متتبعي مسيرة اللاعب إلى أن
المباريات التي يظهر فيها "إل فالكو" بوجه شاحب يعود أساسا لتدهور الحالة
الصحية لوالدته، سواء عندما كان في نادي باليرمو الإيطالي أو حاليا مع نادي
باريس سان جرمان الفرنسي وهذا ما يؤكد تعلقه الشديد بها.
يصر على الرقم 27 لإرضائهاولعل
ما يفسر ملازمة اللاعب لوالدته هو سيره مع رغبتها في كل شيء، حيث من بين
شروط اللاعب في تعاقداته مع الأندية التي لعب لها لحد الآن هو إصراره على
الرقم 27 في قميصه، ويعود هذا الإصرار إلى أن هذا الرقم هو المفضل لوالدته،
ما جعله يحمله في باليرمو سابقا وفي "البياسجي" حاليا، وعن هذا الأمر قال
باستوري: "إن رقم 27 هو ما يمكن تقديمه لأغلى الناس" على حد وصفه.
لأن أصوله من تورينوباستوري يعشق إيطاليا ويتمنى العودة إليها تنحدر
أصول عائلة باستوري من فولفرا بالقرب من مدينة تورينو في إيطاليا، ويحوز
بذلك على الجنسيتين الإيطالية والأرجنتينية، ولأنه لعب كذلك في نادي
باليرمو أصبح "لؤلؤة التانغو" متعلقا كثيرا بهذا البلد الذي كان بوابته
للنجومية، وتبقى الطريقة التي استقبل بها النحيف في جزيرة صقلية عند
التحاقه بنادي باليرمو محفورة في ذاكرته ما يجعله يحن باستمرار للعودة
إليها، وهو ما يعبر عنه كل ما سمحت له فرصة الحديث عن تجربته السابقة،
والآن بتواجده بباريس يبقى جزء من خافيير موجود بجزيرة صقلية متمثلا في
شقيقه الأصغر خوان الذي يتواجد بمركز تكوين نادي باليرمو، وقد عبر مؤخرا
أنه يتمنى العودة لإيطاليا كلاعب لأنه افتقد أجواء "الكالتشيو" في البطولة
الفرنسية حسبه.
عشقه لـ صقلية جعله يختار شريكة حياته من هناكوامتد
عشق باستوري لجزيرة صقلية إلى حياته الشخصية حين اختار شريكة حياته من
هناك، حيث ارتبط النحيف بـ كيارا بيكوني البالغة من العمر 22 سنة والتي
كانت تعمل مقدمة برامج في تلفزيون "راي 2" الإيطالي، وبعد ارتباطها بالنجم
الأرجنتيني تركت عملها على مستوى المحطة الإيطالية لتنتقل مع زوجها إلى
فرنسا، ولا تعترض كيارا على نجومية زوجها، إذ أكدت في وقت سابق أن خافيير
هو شخصية عامة ولا يقلقها أبدا تعامل المعجبات معه متمنية أن تكون باريس
فأل خير على حياتهما الزوجية بما أنهما اختارا الاستقرار بالعاصمة
الفرنسية.
==================================
هواياته متنوعة وفريدةيهوى السينما ومتعلق بألعاب الفيديو إلى جانب كرة السلةتبقى
كرة السلة الرياضة التي يعشقها باستوري بعد أن مارسها في المدرسة
بالأرجنتين ولعب طول قامته دورا كبيرا في تعلقه بهذه الرياضة الذي كان
نجمها بين أقرانه في تلك الفترة، وما يؤكد ذلك أنه يعتبر من أكبر متتبعي
دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، حيث يستمتع كثيرا بمشاهدة لقاءاته، وعن
هواياته الأخرى يقول خافيير إنه من هواة السينما حيث لا يفوت الفرصة كلما
سنحت له، ولألعاب الفيديو نصيب من عشق "لؤلؤة التانغو" إذ يعد من نجوم لعبة
"البليستايشن" العالمية على حد قوله.
مندهش لهندسة باريس ويصفها بالسحريةوعن
الأوقات التي يقضيها حاليا في عاصمة الأنوار باريس رفقة ناديه يقول
باستوري: "إنها مدينة سحرية فهندسة باريس تبقى من عجائب ما رأيت وأنا بصدد
اكتشاف أشياء جديدة كل يوم بهذه المدينة الخارقة"، ولم يخف الولد الشقي
إعجابه بالفرنسيين حيث وصفهم بالمحبوبين، يأتي هذا في ظل الأضواء التي سلطت
عليه جراء التحاقه بنادي العاصمة حيث يعتبر باستوري أغلى لاعب مر على
تاريخ الكرة الفرنسية.
يفتقد لموسيقى "لوكوارتيتو" بعيدا عن قرطبةوبخصوص
الأشياء التي يفتقدها باستوري منذ مغادرته مدينة قرطبة الأرجنتينية تحدث
اللاعب عن افتقاده لموسيقى "لوكوارتيتو" التي تعبر عن ثقافة مدينته، ورغم
أنه يأتي بأقراص مضغوطة من هناك لهذا النوع من الموسيقى إلا أن الاستمتاع
بها في قرطبة يحسسه بالانتماء لها، وهو ما جعل باستوري يشعر بالغربة نتيجة
هذا الأمر على حد وصفه، بينما الأمور تسير بشكل جيد فيما يخص أموره الأخرى
وعلى رأسها عائلته التي ترافقه أينما حل وارتحل كما ذكرنا سابقا.
================================
متعلق كثيرا بـ ليو ويعشق ريكلميميسي أصبح مناصرا للبياسجي من أجل باستوريويعد
ليونيل ميسي أحد أصدقاء باستوري المقربين من بين نجوم المستديرة في
العالم، حيث لا يكادا يفترقان عن بعض خلال تجمعات المنتخب الأرجنتيني خاصة،
وفي هذا الشأن لا تخلو تصريحات اللاعبين من عبارات المدح لبعضهما البعض،
حيث يصر باستوري على أنه يوجد "ليو" واحد في العالم ومن الصعب العثور على
لاعب بمواصفاته في المستقبل القريب على الأقل، مشيدا في نفس الوقت بأخلاقه
الكبيرة والاعتزاز بصداقته، بينما ذهب ميسي إلى أبعد من ذلك حين أصبح
مناصرا وفيا لفريق باريس سان جرمان الفرنسي الذي يحمل باستوري ألوانه، حيث
قال ميسي في هذا السياق إن البياسجي سيصل إلى المجد عن طريق نجمها الأول
خافيير باستوري.
مثله الأعلى كاكا ومعجب بالأمير"إنزو" ويعد
ريكاردو كاكا المثل الأعلى لـ باستوري إذ يحاول تقليده في كل الأشياء التي
يفعلها لاعب ريال مدريد، وقد ذهب به الحد إلى وصفه باللاعب المكتمل في كرة
القدم، وعن الذين يشبهون طريقة لعبه بـ كاكا فقد وصفهم باستوري بالمجانين،
وأكد أن وصوله لمستوى النجم البرازيلي ليس بالأمر السهل ويلزمه الكثير من
العمل والتضحيات، كما نال الأروغوياني إنزو فرانشيسكولي نصيبا من إعجاب
باستوري إذ يعتبره من خيرة لاعبي المعمورة في القرن الماضي ويتمتع كثيرا
بمشاهدته يلعب.
يحتفظ بصورته مع ريكلمي كأحسن ذكرىويبقى
خوان ريكلمي من أبناء جلدته كأحد اللاعبين المفضلين لباستوري، حيث لم يفوت
فرصة إجرائه للاختبار مع نادي فياريال الإسباني في سن الخامسة عشر إلا
واقترب من نجم النادي الإسباني آنذاك، وقتها أخذ صورة معه يعتبرها كنزا لا
يجب التفريط فيه على حد وصفه، وبالرغم من رفضه من طرف فياريال في ذلك الوقت
إلا أن باستوري لم يعر لتلك اللحظة اهتماما ما دام أنه تحصل على شرف رؤية
ريكلمي عن قرب والذي طالما حلم بالالتقاء به، وهذا ما يدل على المكانة
الكبيرة التي يحظى بها ريكلمي في قلب باستوري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم مشواره المتذبذب مع البياسجي لحد الآن الباريسيون يعلقون آمالهم على باستوري لإعادة أمجاد الماضيرغم
المستوى المتذبذب الذي قدمه باستوري لحد الآن مع النادي الفرنسي إلا أن
آمال الباريسيين معلقة عليه بشكل كبير لصنع تاريخ جديد مع البياسجي، فأنصار
الفريق لا زالوا مقتنعين بأن وجه باستوري الحقيقي لم يظهر بعد، من جهتها
إدارة النادي تضع ثقتها كاملة في لاعبها الذي بحسبها تأثر بأمور خارجية
كانت سببا مباشرا في عدم ظهوره بوجهه المعهود.
الضغط الإعلامي أثر سلبا على باستوريلم
تكن الأمور سهلة على الفرنسيين في تجرع القيمة المالية الكبيرة التي حول
بها باستوري لنادي العاصمة، حيث يعيش خافيير باستوري ضغطا رهيبا من الصحافة
الفرنسية التي لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا ودونت ملاحظاتها عليها فيما
يخص نجم البطولة الفرنسية الجديد، وهو ما أثر على مشوار "النحيف" في مسيرته
مع البياسجي لحد الآن، وهذا ما ذهب إليه البرازيلي نيني في تصريحاته مؤخرا
حيث أكد أن باستوري أصبح تحت صفيح ساخن مطالبا في نفس الوقت بتخفيف الضغوط
على اللاعب من أجل مصلحة الفريق خصوصا والكرة الفرنسية عموما.
مدربه السابق كومبواري سبب آخر من
جهة أخرى لم تكن الأمور على ما يرام في أول بدايات باستوري مع البياسجي
حيث كثيرا ما انتقد طريقة عمل مدربه الأسبق أنطوان كومبواري، ويعود ذلك
بحسبه أنه أصبح مكبلا نتيجة التكتيك الذي ينتهجه مدربه وهو ما جعله يفجر
القضية عبر وسائل الإعلام المختلفة، أين عبر عن استيائه من تواجده بالنادي
الفرنسي بل ذهب لأبعد من ذلك حينما أشار لإمكانية عودته لإيطاليا وهو ما
فتح بابا للتلاسن عبر صفحات الجرائد بينه وبين كومبواري.
تحرر مع أنشيلوتي ويعد بوجه جديد وبعد
إقالة المدرب السابق كومبواري أواخر العام الماضي تعاقدت إدارة باريس سان
جرمان مع التقني الإيطالي كارلو أنشيلوتي مطلع العام الجديد، فكان صدى هذا
التعاقد إيجابيا على نفسية الفتى الأرجنتيني، حيث عبر عن سعادته البالغة
بالعمل تحت لواء مدرب كبير بحجم أنشيلوتي، وبعد اللقاء الودي الذي أجراه
نادي العاصمة أمام نادي ميلان الإيطالي صرح باستوري أنه شعر بالتحرر مع
طريقة المدرب الجديد وأصبح يحس برغبة شديدة في الإبداع عكس ما كان عليه
سابقا.
طموح نادي العاصمة تحديه المقبل وأمام
الطموحات الكبيرة التي يعيش عليها محيط نادي باريس سان جرمان خاصة بعد
التعاقد مع أنشيلوتي والرغبة في استقدام أسماء رنانة للمرحلة القادمة لا
يشذ باستوري عن القاعدة، حيث يسير في منهج محيط النادي من إدارة وأنصار على
رفع راية البياسجي عاليا سيما على المستوى الأوروبي، وفي هذا الإطار أكد
"إل فالكو" أن النادي الباريسي يملك كل المقومات للحصول على هذا الشرف
وأبدى استعداه الكامل لتفجير طاقاته خدمة لناديه الجديد مستقبلا.
ــــــــــــــــــــــــ
البطاقة الفنية الاسم الكامل: خافيير ماتياس باستوري
تاريخ الميلاد: 20 جوان 1989
المكان: قرطبة - الأرجنتين
الجنسية: أرجنتينية وإيطالية
النادي الحالي: باريس سان جرمان الفرنسي
رقم القميص: 27
النادي السابق: باليرمو الإيطالي
ألقابه: النحيف، الولد الشقي
_____________
مشواره في الملاعب:2006-2007: تياريس الأرجنتيني (5 مباريات – 0 هدف)
2007-2009: هوراكان الأرجنتيني (30 مباراة – 8 أهداف)
2009-2011: باليرمو الإيطالي (82 مباراة – 16 هدفا)
2011- حتى الآن: باريس سان جرمان (27 مباراة – 10 أهداف)
المنتخب الأرجنتيني: 14 مباراة – هدف واحد